باريس

إن باريس قد غيّرتني كثيرًا. قَدِمتُ إليها طالبًا خجولًا ذا أفق ثقافي محدود، ففتحت أمامي ثقافات العالم المعاصر، وعلى الثقافة العالمية بشتى اتجاهاتها. في باريس، تختار اللون الثقافي والأيديولوجي والاجتماعي الذي يناسبك. ولأن لون بشرتي غير مستهجن في أوربا، لم يوقفني البوليس الفرنسي إطلاقًا، كان يطلب أوراق من معي من المغاربة والأميركيين اللاتينيين والأفارقة. عشت الديمقراطية الأوربية التي كانت سائدة آنذاك في مدينة الأنوار بأبعادها كافة؛ وعندما كنت أعود إلى باريس لاحقًا، كنت ألاحظ التغيرات الفكرية والسلوكية في الشارع الفرنسي. تحوّل المجتمع الباريسي إلى مجتمع عنصري لا يقبل الآخر بسهولة، مع أن الشاعر الفرنسي آرتور رامبو كان يردّد: «أنا هو الآخر».

متحف اللوفر

يُعدّ متحف اللوفر المتحف الأكثر زيارةً في العالم، وهو متحف فرنسيّ وطنيّ، ومعرض للفنون في فرنسا، ويشتمل على مجموعة من الحضارات القديمة وصولاً إلى منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، حيث يقع في جزء من القصر الكبير في مدينة باريس، على ضفاف نهر السين، وهو أكبر متحف في العالم.

تُعدّ مجموعة لوحات متحف اللوفر واحدةً من أغنى المجموعات في العالم، حيث تُمثّل جميع فترات الفنّ الأوروبيّ حتّى ثورات عام 1848م، ويحتوي المتحف على العديد من روائع رسامي عصر النهضة الإيطاليّة، بما في ذلك لوحة الموناليزا لليوناردو دا فينشي، كما يعرض قسم الفنون الزخرفيّة كنوز الملوك الفرنسيين كالمُنمنمات، والفخّار، والمنسوجات، والمجوهرات، والأثاث، بالإضاف إلى تميّز قسم الآثار اليونانيّة، والإترورية، والرومانية بالفسيفساء، والبرونز، والمجوهرات، والفخّار. وقد تأسّس قسم الآثار المصريّة عام 1826م، لتنظيم المجموعات التي تمّ الحصول عليها خلال حملة نابليون على مصر، حيث تُقسم الآثار المعروضة في متحف اللوفر إلى ثمانية أقسام رئيسيّة وهي؛ آثار الشرق الأدنى، والآثار المصريّة، والفن الإسلاميّ، والآثار اليونانيّة، والأتروريّة، والرومانيّة، بالإضافة إلى الفنون الزخرفيّة، والمطبوعات والرسومات، واللوحات، والمنحوتات